بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هكذا كتبت العنوان ترفعًا عن وصف هؤلاء المخنثين ممن يحاربون النقاب بالرجال ، إذ الأجدر بهم أن يحرموا من وصف الرجال أو حتى مجرد الذكورية ، فإن من لوازم هذا الوصف الغيرة على النساء فإن كان لدى القوم من الدياثة ما يحرمهم من وصف الغيرة ، فلا أقل من الاقتداء بأسلافهم من الكافرين المحاربين لدين الله عز وجل ممن أبوا أن يمسوا النساء بسوء في قتالهم ، ولكن يبدو أن كل معاني الشرف الإنساني قد ذهبت في هذه الحرب القذرة على الإسلام والمسلمين ..
أقول لهؤلاء النتنى ممن يحاربون دين الله عز وجل :
أبشروا ..
أبشروا بغيظ يملأ قلوبكم ، ونار تأكل صدوركم ، وأنفقوا أموالكم ، وابذلوا جهدكم ، فوالله : إن عاقبة أمركم لخسران ، ومآل أمركم لبوار ، هكذا أنبأنا الله في كتابه العزيز فقال : [ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ ] .
يا رجال القضاء ، يا أعضاء هيئة التدريس ، يا موظفي الجامعة :
انظروا أين تقفون ، فإن لهذا الموقف اليوم جزاءًا يوم القيامة ، وإن الأمر لا يصلح فيه مجاملات ولا توازنات ولا تنازلات ، وإن أعداء الدين لم يحاربوا النقاب قط لأمر واحد مما يدّعونه ـ يعلم هذا كل إنسان تخلى عن سذاجة الصبيان ـ بل هي حرب قذرة ـ بكل ما تحمله معاني الكلمة من معانٍ وإيماءات وإشارات ودلالات ـ فالقوم لا يستطيعون المواجهة الفكرية ، وهم أجبن من أن يواجهوا الرجال ، فصاروا إلى ما نرى من التطاول والاعتداء على بنات المسلمين .
وإني والله لأعجب أشد العجب من هذا الحقد الأعمى لدى هؤلاء العلمانيين ، فلنفرض جدلًا أن من حقهم أن يفرضوا قانونًا كهذا : فهل في هذا القانون وجوب السخرية والاستهزاء بكل منتقبة ؟! وهل من مواد هذا القانون إذلال كل من لبست النقاب لأنها لن تستطيع أن تترك الامتحان؟! وهل ورد القانون خاصًا بقاعات الامتحان أم الامتحان يبدأ من على بوابة الجامعة؟! وهل من مواد هذا القانون سب وقذف المحصنات المؤمنات ؟!
ثم ما كل هذه الجدية والالتزام في تطبيق القوانين ، هل تريدون منا أن نذكركم بالكم الهائل من القوانين حبيسة الأدراج والتي لا تطبقونها ولا يعلم بها أحد ؟!
على أن القانون عندما صدر بغير ما تريدون ما كان منكم إلا محاولة التحايل عليه ، والالتفاف من ورائه ، بل والإعلان عن مكابرته ورفضه ..
هكذا إذن !!
إن هؤلاء الذين يحاربون الدين من المنافقين والكافرين : العلمانيين منهم والملحدين ليس معهم حديث ، ولا يتوجه إليهم كلام ، فإن ذلك لا يجدي معهم وهم ما تحولوا إلى هذه الحرب إلا هربا من المواجهة ، والله الذي لا إله إلا هو لولا ما يعصمنا به الله من المنهج لكان لنا معهم شأن آخر لكن :
إلى ديان يوم الدين نمضي
وعند الله تجتمع الخصوم
وإنما أوجه حديثي إلى الذين ظنوا أن الأمر مجرد ( موجه و تعدي ) ..
إلى الذين ظنوا أنها سحابة صيف توشك أن تنقشع ..
أوجه حديثي إلى موظفي الجامعات وأعضاء هيئة التدريس ممن لا يرضون لبناتهن أن يسيء إليهن أحد (لكنهم ينفذون التعليمات) ..
أوجه حديثي إلى الذين خافوا على مناصبهم أن تضيع فوقفوا مع القوم في خندق واحد ..
أوجه حديثي إلى الذين خافوا من الجزاءات والفصل ومن فقدان الصداقات وتقطع العلاقات ..
إليهم جميعًا أقول :
تدبروا الأمر جيدًا واعلموا أن هذه من الفتن التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال : ( إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ المظْلِمِ ، يُصْبِحُ الرَّجلُ فِيهَا مُؤْمِنًا ثُمَّ يُمْسِي كَافِرًا ، ثُمَّ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كافِرًا ، يَبِيعُ أَقْوَامٌ خَلاَقَهُمْ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا يَسِيرٍ ) .
أجل : يبيع أقوام خلاقهم بعرض من الدنيا يسير ..
إنها لكي يرفع الله بها قومًا ويضع بها آخرين .
فهل أنت ممن رفعهم الله أم ممن يستحقون الضعة والصغار ؟!
إن الذي ينتظر منكم أن تكونوا أنتم أول المدافعين عن تلك الأخت الملتزمة ، لا أن تكونوا أول المحاربين لها .
إنكم تقفون في خط المواجهة ..
أهكذا يكون بذلكم لدينكم ؟!
أهان عليكم دينكم إلى هذا الحد ؟!
أصار دين أحدكم أهون عليه من شراك نعله ؟!
أما تعلمون أنه ليس من حق أحد ـ كائنًا من كان ـ أن يسن قانونًا يمنع به مستحبًا أو واجبا وإلا كان منازعًا لله عز وجل في حق هو خالص له ، وأنه لا يجوز لأحد أن يقف في هذا الموقف أو يتلبس به .
فوالله ـ لَلحريص على هذا القانون وسَانُّه وواضعه لقريب من الكفر إن لم يكن قد باء به ـ فهل هان دينك إلى الحد الذي ترضى به أن تجعل دينك عرضة للسهام الطائشة التي ربما تصيبه إحداها في مقتل ؟!
لن أقول : أين أبوتك وأين إنسانيتك ..
ولن أقول : أين مروءتك وشرفك ؟!
فقط : أين رجولتك ؟!
أما لك أسوة في أبي جهل ؟!
أجل : فقد أبى أن يدخل على أهل النبي صلى الله عليه وسلم في غيبته وقال : أأروع بنات محمد ؟!.
واعلموا أن هذا يوم له ما بعده ، فليس الأمر مجرد امتحان وينقضي وتهدأ الدنيا ، كلا ؛ إنها جولة إن انتصر فيها هؤلاء القوم ـ نعوذ بالله من ذلك ـ تهيأوا لجولات أخر أشد وأقسى ـ وإن باؤوا بالخسران ـ تضعضعوا وهدئوا حينًا من الوقت ـ وإلا فالمواجهات مع الباطل لا نهاية لها ..
أما أكبر الفصائل الإسلامية على الساحة فأقول لهم :
ابصروا منطلقاتكم .. وإلا فهل هذا الموقف يرضي ربكم ؟
أين مساندتكم لإخوانكم ، لا بل لأخواتكم ؟
واعلموا أن المنافقين والكافرين لا يفرقون في حربهم بين مجامل وساكت وبين مناوئ مدافع ، بل والله دائمًا ما يبدؤون بالمجاملين والساكتين خذلانًا من الله لهم .
فراجعوا أنفسكم واعلموا أن خذلانكم لأخواتكم من أشد ما تبوءوا به من الإثم .
أيها الشباب :
إن الأمر جد وليس بالهزل ، وهاهم أهل الباطل قد أعدوا عدتهم ، فماذا أنتم صانعون ؟
لقد أُجلي اليهود عن المدينة لأجل عرض مسلمة هتك..
وفُتحت عمورية لأجل امرأة مسلمة أهينت..
واليوم..
يراد لبنات المسلمين أن تنتهك أعراضهن
فلا تترددوا لحظة أن تقفوا وقفة لله ، تنصروا بها دينه ، وتحمون أخواتكم المسلمات من هؤلاء المجرمين .
جادلوا عنها .. دافعوا عنها ..انصروها بما تستطيعون ..
وليكن هم كل شاب منكم ألا ينزع حجاب امرأة في حضوره مهما كان
أيها الشباب :
ليكن لكم أسوة في صديق هذه الأمة يوم أن حفظ الله به الدين إذ قال : أينقص الدين وأنا حي
وأنت أيتها الأخت المنتقبة :
اثبتي فوالله إنك لعلى الحق ، وإن لك رب عظيم ، جبار ، قيوم ، يمهل ولا يهمل ، يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ..
فلا تجزعي ولا تبتئسي ..
تمسكي بنقابك فهو رمز طهرك وعفافك ..
بل رمز عزتك وعلياؤك ..
اصبري ..
فما أعطي عبد عطاءً أوسع من الصبر ..
اثبتي ..
فعاقبة هذا الأمر خير إن شاء الله .
يا أبناء الصحوة :
لا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ..
استمسكوا بكتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم واعتصموا بالله فهو الركن الشديد .
والله ـ لولا ما شرفنا الله به من المنهج السديد ـ لكان لنا مع القوم موقف آخر ، لكن الأيام دول وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .
الرئيسية 
موضوع: « أين المرؤة والنخوة : يا أدعياء المدنية » 
الجمعة نوفمبر 08, 2013 9:16 am
